السبت، 23 يوليو 2011

أسس الفن الأسلامي

أسس الفن الأسلامي
من الثابت أن الفن الإسلامي التشكيلي قام على أسس من فنون البلاد التي فتحها المسلمون أو خضعت لهم ذلك أن طبيعة شبة الجزيرة العربية الصحراوي ، وانتقال البدو من مكان إلى آخر سعياً وراء الكلأ والمرعى لم يكن ليساعد على قيام فنون تشكيلية اللهم إلا في أطراف شبة الجزيرة كالمناذرة المتاخمين للدولة الساسانية والغساسنة المجاورين للدولة البيزنطية ، واليمن في الركن الجنوبي لشبة الجزيرة حيث قامت فنون ضارعت فنون معاصريهم من الفرس والرومان
على أن الفاتح العربي لم يقبل كل ما وجدوه من تلك الفنون على ما هو عليه بل استبعد منها ما كرهه الدين أو ما لا يوافق مزاجه الخاص ، ثم جمع ما اختاره منها وصهره في بوتقة بعد أن طبعه بطابعه الخاص ألا وهو الكتابة العربية وهكذا نستطيع أن القول أن الفن الإسلامي أخذ قوامه الروحي من وسط شبة الجزيرة العربية ، أما قوامه المادي فقد تم صوغه في أماكن أخرى كان للفن فيها قوة وحياة
ولعل أبرز فروع الفن الإسلامي التي تأثرت بالجانب الروحي ، هي العمارة ، التي عني المسلمون الأوائل أن تكون مهمتها الأولى خدمة الدين ، ومن ثم فقد تطورت العمائر الدينية تطوراً سريعاً ساير ركب الحضارة الفتية ، فتعددت أشكالها وأساليبها تبعاً لتعدد وتغير وظائفها
وقد بدأت العمارة الإسلامية ببناء المساجد والأربطة فالمدارس والمصليات والخوانق والأسبلة والتكايا وإذا أردنا أن نتتبع تطور العمارة الإسلامية وجدنا المسجد حجر الزاوية فيها .

منهج بناء المساجد
ولقد كان أول عمل قام به الرسول صلى الله عليه وسلم عند هجرته إلى المدينة هو بناء مسجد للمسلمين في مــربد التمر الذي بركت فيه ناقته وكان بنــاؤه بدائياً بسيطاً ، وكانت مساحته 70 X 60 ذراعاً وجدرانه من اللبن ، سقف جزء منه بسعف النخيل وترك الجزء الأخر مكشوفاً وجعلت عمد المسجد من جذوع النخل                        
وقد نهج المسلمون هذا المنهج في بناء مسجد البصرة سنة 14هـ ومسجد الكوفة سنة 17 هـ ، كما اتبع عمرو بن العاص هذه السنة في بناء مسجده في مدينة الفسطاط سنة 21 هـ وكانت مساحته وقت إنشاءه 50 X 30 ذراعاً جداره من اللبن وأعمدته من جذوع النخل وتسوده البساطة وكانت مساجد البصرة والكوفة ومصر خالية من المحاريب المجوفة ومن المنابر والمآذن على غرار مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام
في العصر الإسلامي الأول يقتصرون على استعمال كلمة المسجد لأماكن العبادة
والمسجد في اللغة هو الموضع الذي يسجد فيه ، فلما اتسعت رقعة الدولة الإسلامية وزاد عدد المسلمين بزيادة من دخل في الإسلام من أهل البلاد التي فتحها المسلمون تعددت المساجد في البلد الواحد ، كما تعددت الألفاظ التي تطلق على أماكن العبادة فاصبح هناك مسجد وجامع والجامع هو نعت للمسجد لأنه مكان اجتماع الناس ويطلق على المسجد الكبير
ومن ثم فقد اصبح للفظ الجامع مدلول سياسي في عهد الدولة الأموية ، فقد عرف بالجامع ، المسجد الذي يؤم فيه الخليفة أو من ينوب عنه المسلمين في صلاة الجمعة أي أن لفظ الجامع أصبح يطلق على مسجد الدولة الرئيسي الذي كان يعرف باسم المسجد الجامع
تتميز
الفنون الإسلامية بأن هناك وحدة عامة تجمعها بحيث يمكن أن تميز أي قطعة أنتجت في ظل الحضارة الإسلامية في أي قطر من أقطار العالم الإسلامي ، ولعل هذا سر من أسرار تفوق الحضارة الإسلامية وقدرتها الفنية على صبغ المنتجات الفنية في جميع الأقطار بصبغة واحدة
على أن هذه الوحدة لم تمنع من وجود طرز إسلامية تتميز بها الأقطار الإسلامية المختلفة في عصور تطورها الفني ، يمكننا أن نقول بوجه عام أن الطراز الأموي ساد العالم الإسلامي أولاً متأثراً بالفنون المحلية ، ثم ساد الطراز العباسي منذ قيام الدولة العباسية في عام 750م ، وعندما ضعفت الخلافة العباسية منذ القرن السابع الميلادي سادت طرز أخرى إقليمية فكان هناك الطراز الإسلامي المغربي في شمــال أفريقيا والأندلس وطراز مصري سوري في مصر وسوريا ، وطراز عثماني في تركيا والبلاد التي كانت تتبعها ، ثم طراز هندي في الهند
ونبداء بالتالي :
الطراز الأموي
نشأ الفن الإسلامي في عصر بني أمية ، وكان الطراز الأموي ـ الذي ينسب إليهم ـ أول الطرز أو المدارس في الفن الإسلامي
فطبيعة الحياة والظروف التي أحاطت بعصر النبي عليه السلام وعصر الخلفاء الراشدين لم تهيئ للمجتمع الإسلامي حينئذ أن يكون مرتعاً خصباً لفن يترعرع بينهم ويتطبع بطابعهم ، فلما جاءت الفتوحات الإسلامية وامتدت الدولة الإسلامية واتسع نطاقها واختلط العرب بأمم ذات حضارة مزهية أثروا في هذه الأمم كما تأثرت بهم
اتخذ بنو أمية مدينة دمشق عاصمة للعالم الإسلامي ، وكانت السيادة الفنية في عصرهم للبيزنطيين والسوريين وغيرهم من رجال الفن والصناعة الذين أخذ عنهم العرب الفاتحون ، وقام على أكتاف الجميع الطراز الأموي في الفن الإسلامي ، وبذلك فهو طراز انتقال من الفنون المسيحية في الشرق الأدنى إلى الطراز العباسي ، على أن هذا الطراز كان متأثراً إلى حد ما بالأساليب الفنية الساسانية التي كانت مزدهرة في الشرق الأدنى عند ظهور الإسلام
وهكذا كانت العناصر الزخرفية لهذا الطراز مزيجاً من جملة عناصر ورثها عن
الفنون التي سبقته ، فبينما تظهر فيه الدقة في رسم الزخارف النباتية والحيوانية ، ومحاولة تمثيل الطبيعة وغير ذلك مما امتازت به الفنون البيزنطية ، نجد تأثير الفن الساساني في الأشكال الدائرية الهندسية وبعض الموضوعات الزخرفية الأخرى كرسم الحيوانين المتقابلين أو المتدابرين تفصلهما شجرة الحياة المقدسة أو شجرة الخلد
الطراز المغربي
يبدأ الطراز المغربي الصحيح في الأندلس والمغرب على يد دولةالموحدين ويلاحظ أن الزعامة الثقافية في العالم الإسلامي المغربي كان مركزها في الأندلس في عصر الدولة الأموية الغربية وفي عصر ملوك الطوائف ، ثم انتقلت هذه الزعامة إلى مراكش في نهاية القرن 11م حين استعان مسلموا الأندلس بالمرابطين في شمال أفريقيا لمقاومة تقدم المسيحيين الذين كانوا يستهدفون طرد المسلمين من الأندلس
وبعد أن اضمحلت دولة المرابطين قامت على أنقاضها دولة الموحدين وهي الدولة التي أزدهر في حكمها الطراز المغربي الأصيل
ومن أبدع العمائر التي خلفها لنا هذا الطراز قصر الحمراء بغرناطة الذي يعود إلى القرن الرابع عشر الميلادي ويمتاز بجمال مبانيه ورشاقة أعمدته ذات التيجان المزخرفة بالمقرنصات والجدران المغطاة بشبكة من الزخارف الجصية والكتابات الجميلة
ومن المنتجات الفنية التي ازدهرت في الطراز المغربي تجليد الكتب وصناعة التحف الجلدية عامة ، يلاحظ أنها تشبه جلود الكتب المصرية في العصر المملوكي ، وزخارفها مضغوطة في الجلد ومكونة من رسوم هندسية وأشكال متعددة الأضلاع بجوار بعضها على رسم صرة أو جامة في الوسط وعلى أرباع في الأركان
أما صناعة الخزف فقد ازدهرت في الطراز المغربي وبخاصة الخزف ذي البريق المعدني في ملقا وغرناطة وبلنسية واستخدمت في زخارفها الحيوانات والطيور والمناطق المختلفة الشكل والرسوم الهندسية والكتابات ، ويعتبر الطراز المغربي أقرب الطرز إلى العصر المملوكي
الطراز التركي
سقط السلاجقة في القرن 8 هـ ( 14م ) وآل الحكم في أسيا الصغرى إلى آل عثمان الذين استطاعوا الاستيلاء على القسطنطية سنة 857 هـ ( 1453م ) ولعل خير ما أنتج الترك من أنواع الفنون تظهر واضحة فيما خلفوه من تحف الخف والقاشاني والسجاد والأقمشة الحريرية والقطنية والمخطوطات
أما الخزف التركي فيمتاز بألوانه الجميلة وما فيه من رسوم الزهور والنباتات وكان يصنع في مدينة بورصا أول مرة في القرن 8 هـ ( 14م ) ثم في كوتاهية في القرن 9 هـ ( 15م ) ثم في مدينة ( أزنيق ) أسنك بآسيا الصغرى في القرنين 10 ـ 11 هـ ( 16 ـ 17م ) أما السجاجيد التركية فهي تعد بحق من أبدع الفنون الشرقية ، ومن أنواعها الطراز الذي ينسب إلى عشاق وفيه تظهر التأثيرات الإيرانية واضحة والطراز المعروف باسم هولباين الذي يمتاز بزخارفه الهندسية البحتة ، وسجاجيد الصلاة الصغيرة النفيسة ويمتاز معظمها برسم محراب في أرض السجادة واشتهر بصناعتها المناطق الجبلية بالأناضول في القرنين 11ـ 12 هـ ( 17 ـ 18 م
أما المخطوطات فقد امتاز الترك بكتابة المصاحف بالخط الجميل ثم تذهيبها وتزيين أغلفتها الجلدية بكافة الزخارف المذهبة المتقنة غير انه لم يكن لتركيا مدرسة خاصة في التصوير إنما كان جل اعتمادهم على مصورين إيرانيين وأوربيين ، ولذا كان التصوير التركي مطبوعاً بطابع إيراني قوي حتى أن أهم ما يميز الصور التركية عن زميلاتها من الإيرانية إنما هو العمائم والملابس التركية والأسلحة ومناظر القتال والحصار
ولا ننسى أن نذكر أنه كان للعثمانيين خطوط جديدة مبتكرة منها الخط الرقعة الذي نكتب به الآن
الطراز العباس
هو الطراز الثاني من الطرز الإسلامية وينسب إلى الدولة العباسية التي قامت في العراق ، فانتقلت السيادة في العالم الإسلامي منذ ذلك الحين إلى العراق ، فكان من الطبيعي أن يتخذ الفن الإسلامي اتجاهاً جديداً ، لأن الأساليب الفنية الإيرانية غلبت عليه الطابع الإيراني على الأدب والحياة الاجتماعية
والواقع أن هذا الطراز ، الذي يعتبر أول مرحلة واضحة في تاريخ الفن الإسلامي أخذ الكثير عن أصوله من الفن الساساني ، كما أن الحفائر التي أجريت بمدينة سامرا ـ التي كانت عاصمة للخلافة بين عامي 222 و 276 هـ ( 836 ـ 889 م ) ـ كان لها كل الفضل في الكشف عن منجزات هذا الطراز الذي بلغ أوج عظمته في القرن الثالث الهجري ( 9 م ) وظهر أثره في الإنتاج الفني في مختلف الأقطار الإسلامية في القرنين الثالث والرابع بعد الهجرة ( 9 ـ 10 هـ ) ولكن سرعان ما تطرق إليه الضعف حين وهن سلطان الحكومة المركزية العباسية وبدأت الأقاليم الإسلامية المختلفة تنسلخ عنها وقامت في أنحاء العالم الإسلامي دولة مستقلة ، فأدى هذا الاستقلال السياسي إلى استقلال فني ، فنمت منذ القرن الخامس الهجري ( 11 م ) طرز فنية مستقلة في شتى أنحاء الدولة الإسلامية
ويمتاز الطراز العباسي ، كما تمتاز الأساليب الفنية المأخوذة عنه ومنها الطراز الطولوني في مصر ، بنوع من الخزف له بريق معدني كانت تصنع منه آنية يتخذها الأغنياء عوضاً عن أواني الذهب والفضة التي كان استعمالها مكروهاً في الإسلام لما تدل عليه من البذخ والترف المخالفين لروح الدين الإسلامي هذا فضلاً عن استخدام الجص بكثرة في تهيئة الزخارف حتى أصبح من المواد ذات الصدارة في هذا الطراز الإسلامي والتحف التي تنسب إلى هذا الطراز متأثرة إلى حد ما بالأساليب الفنية الساسانية
الطراز الهنـــــــــدي
يعتبر الطراز الهندي أقرب الطرز إلى الفن الفارسي وقد تبلورت شخصية الطراز الهندي اعتباراً من القرن السادس عشـر وأصبح له طابع مميز وظواهر معمارية خاصة ، أما التصوير فقد امتاز بهدوء الألوان والقرب من الطبيعة ورسم الصور الشخصية ، وتمتاز العمائر الهندية باستخدام العقود الفارسية والمآذن الأسطوانية والقباب البصلية والزخارف الدقيقة
عناصر التصميم الداخلي
إن العناية بدراسة الفراغ الداخلي والأسطح الداخلية بالمباني الدينية وخاصة إيوان القبلة كانت فائقة ، ومن ثم عملت له التكسيات الرخامية والأسقف الخشبية الملونة المزخرفة ، وكان الاهتمام بالغاً بالعناصر الداخلية اللازمة لأداء فرائض الصلاة مثل المحراب والمنبر والدكة وكرسي المصحف ولم تحظ الواجهات الخارجية بالعناية التي أحيطت للحوائط الداخلية كذلك استعمل الخط بأنواعه المختلفة كعنصر زخرفي في حوائط الواجهات الداخلية أو حوائط الايوانات ، أو حول المحاريب كما استعملت الزخارف الهندسية والنباتية معتمدة في تأثيرها على ما تحدثه من تباين بين الضوء والظل
والفن الإسلامى شأنه شأن الفنون الأخرى يتبع منهجاً فكرياً هو الفكر الإسلامى، وهو فكر يراعى التناسق والتكامل والشمول والجمال، وهناك عدة خصائص ومميزات لهذا المنهج الإسلامى فى الفن أهمها :
1. أن الفنان المسلم انطلق أساساً من التوجيه القرآنى، ومن العقيدة الإسلامية.
2. نزع الفن الإسلامى إلى الحد من المظاهر الحيوية وعمل على الإقلال من واقعية الأشكال حتى لا يقع فى المحظور من جهة، وحتى يتيسر له أن يعطى مضموناً لعمله الفنى يبتعد به عن مجرد تجسيد مظاهر الطبيعة، ليقترب من الواقع الأبدى، ويقترب من الجوهر، ولقد تجسد ذلك المعنى جيداً فى الرقش العربى الإسلامى.
3. تميز تصوير الأشخاص بالأسلوب الاصطلاحى نتيجة للبعد عن تمثيل الواقع وتجاوزه عن المفاهيم العضوية التشريحية.
فن الرقش الإسلامى :
كان الفنان العربى المسلم يسعى عن طريق الرقش إلى تجاوز عالم الشهادة أو المادة للوصول إلى عالم الغيب أو الجوهر، ولقد تمثلت تلك العقيدة فى الرقش العربى الإسلامى ذلك الفن الذى أخذ شكلين أحدهما صورة أفقية تبدو على هيئة تكرار أو تناسخ (وهو ما يسمى بالرقش اللين) والأخرى مركزية تبدو فى هيئة وميض متناوب، وتبدو خاصة فى الأشكال ذات التخطيطات الهندسية (والتى تسمى الخيط) . والمتأمل للرقش عامة يرى أن الفنان المسلم حاول تجسيد عقيدته فى تلك الخطوط التى بدت متجمعة فى مركز واحد أو منطلقة من هذا المركز وإلى ما لا نهاية.
ونحن نرى نفس الرؤية متجسدة فى شكل المدينة الإسلامية حيث المسجد فى الوسط محاط بالمنشآت والمنازل، كما نرى ذلك فى صفوف المصلين خلف الإمام، وفى طواف الناس حول الكعبة.
فالنقش العربى ليس مجرد زخرفة أو عمل آلى منقول، بل إن له وظيفة رمزية، وقد خضعت كل أشكال الرقش لمبادئ تجريدية هى فى قمة مراتب التعبير الجمالى الإسلامى. والفن العربى كان معتبراً حتى وقت قريب مجرد تزيين لا مضمون فيه، إلا أن ظهور الفن التجريدى حرك الإهتمام بالرقش العربى كفن تجريدى، بل إن كثيراً من النقاد يرون أن الفن الإسلامى أساس للتجريدية الحديثة، ولكنه يتميز بكونه لا ينزع إلى تأكيد العنصر الذاتى الشخصى، ذلك العنصر الذى يفقد أهميته مع الزمن، ويبقى فى النهاية عنصر الفن المحض والذى يمنحه الزمن طاقة جديدة متجددة.
ولقد اعتمد الفن الإسلامى عند قيامه على عدة مصادر هى :
1. الفن البيزنطى والساسانى.
2.الفنون المسيحية فى مصر وسوريا والعراق.
3. فنون الإيرانيين وصناعاتهم.
4. فنون قبائل الترك الرحل فى شرق إيران ووسط آسيا.
ولقد تمثل الفن الإسلامى فى ميادين كثيرة، ولكن تجسده كان أعظم ما كان فى العمارة وخاصة فى عمارة المساجد، ويرجع ذلك لأهمية المسجد وقدسيته عند المسلمين.
ولقد تجسد الفن الإسلامى فى المسجد من زاويتين :
1. طبيعة المنشأ ذاته، بما يحتوى من تصميم وعناصر معمارية مختلفة.
2. احتواء المسجد كمنشأ معمارى على كمية ضخمة من فنون متعددة مثل زخرفة الجدران والمنحوتات الحجرية والخشبية والجصية وغيرها.
ولقد تعددت أشكال العناصر المعمارية من مآذن وقباب وعقود وأعمدة ومقرنصات؛ تعدداً لم يسبق له مثيل فى أى فن من الفنون السابقة، ولعل ذلك يرجع إلى تنوع مصادر الفن الإسلامى فى البلاد المختلفة، كما تعددت العناصر الزخرفية الإسلامية، وشملت أشكال النبات، والهندسة، والكتابة، والحيوان، وكانت كل هذه الأشياء مصدر إلهام للفنان المسلم يبتكر وينوع ويطور الأشكال إلى الحد الذى يجعلنا لا نستطيع أن نستدل على أصل هذه العناصر ومصادرها.
والفنان المسلم لا يهتم بقواعد المنظور الخطى المتبع فى الغرب بل كان يسعى لتحقيق بُعد روحانى يعتمد على مفهوم الوجود الأزلى ومفهوم فناء الأشياء وعلاقتها بهذا الوجود الأزلى.
لم يكن الفنان المسلم يهتم بالمنظور الخطى لأنه يُفقد رؤية تفاصيل الأشياء التى يجب أن يوضحها ويفصلها تماماً مثلما كان يفعل أسلافه القدماء فى مصر وسوريا والعراق، حين كانوا يرصون عناصر اللوحة رصاً فلا تحجب بعضها بعضاً.
وفى مصر وُجدتْ حركة فى إتجاه الإستفادة من التراث الإسلامى، ومن أهم الفنانين فى هذه الحركة أحمد مصطفى وأحمد ماهر رائف ومحمود حلمى، ولقد اهتم هؤلاء الفنانون بمحاولة استلهام التراث الإسلامى متمثلاً فى الخط العربى وأشكاله المتنوعة فى عمل لوحات تصويرية معاصرة.
على أن الفرق بين هؤلاء الفنانين كان فى تناول الخط، فبينما حاول كل من الفنان أحمد ماهر رائف ومحمود حلمى عمل الصورة اعتماداً على الخط العربى كأساس لفن تشكيلى، حاول الفنان أحمد مصطفى عمل صورة مستفيداً من طواعية الخط العربى ومرونته فى عمل صورة واقعية، أى أن الخط هنا أساس لشكل فنى وليس أساساً لفن تشكيلى.
وهذا هو رابط الموقع

الجمعة، 22 يوليو 2011

فن العمارة في الحضارة الإسلامية

من عظمة الحضارة الإسلامية وتكاملها أنها لم تغفل عامل الجمال كقيمة مهمَّةٍ في حياة الإنسان؛ فقد تعاملت معه من منطلق أن الإحساس بالجمال والميل نحوه مسألة فطرية متأصِّلة في أعماق النفس الإنسانية السويَّة، تلك التي تحبُّ الجمال وتنجذب إلى كل ما هو جميل، وتنفر من القبح، وتنأى عن كل ما هو قبيح.

ولا ريب في أن الإبداع الجمالي يُشكِّل بُعْدًا أساسيًّا في الحضارة الإنسانية، فالحضارة التي تخلو من عنصر الجمال، وتنتفي فيها وسائل التعبير عنه، هي حضارة لا تتجاوب مع مشاعر الإنسان، ولا تُشبع رغباته النفسية، والمشتاقة دائمًا إلى كل ما هو جميل.

ومن ثَمَّ نستعرض بعض مظاهر الجمال في الحضارة الإسلامية، تلك التي شَكَّلَتِ الإطار العامَّ الذي تَكَوَّنَتْ فيه هذه الحضارة، فصبغتها بالكمال والجلال والصبغة الإنسانية.

تُعْتَبَرُ الفنون بصفة عامَّة مظهرًا مهمًّا من مظاهر الثقافة السائدة في المجتمع، وبصفة خاصَّة فإن الفنَّ الإسلامي يُعَدُّ من أنقى وأدقِّ صور التعبير عن الحضارة الإسلامية، بل مرآة ناصعة للحضارة الإنسانية حيث يُعْتَبَرُ الفنُّ الإسلامي من أعظم الفنون التي أنتجتها حضارات العالم في القديم والحديث، وهو مع ذلك لم يَلْقَ من الدراسة والتحليل والشرح ما هو جدير به، بل إن كثيرًا من الذين كتبوا عنه لم تكن كتاباتهم قائمة بالفعل على المعايير الفكرية والثقافية التي قام عليها الفنُّ الإسلامي، وإنما على معايير أخرى غربيَّة.

وهناك صور وأنواع متعدِّدَة لهذه الفنون التي اصطبغت بالطابع الإسلامي، وميَّزَتِ الحضارة الإسلامية عن غيرها، فمنها فن العمارة، وفن الزخرفة، وفن الخط العربي.

فن العمارة الإسلامية
للعمارة الإسلامية شخصيتها وطابعها الخاصُّ المميِّز، والذي تتبيَّنُه العينُ مباشرة، سواءٌ أكان ذلك نتيجة للتصميم الإجمالي، أم العناصر المعمارية المميِّزة، أم الزخارف المستعمَلَة.

وقد نبغ المهندس المسلم في أعمال الهندسة المعمارية؛ حيث وضع الرسوم والتفصيلات الدقيقة والنماذج المجسّمة اللازمة للتنفيذ، إلى جانب المقايسات الابتدائية، ولا شَكَّ أن كل هذا قد احتاج منه إلى التعمُّق في علوم الهندسة والرياضة والميكانيكا، تلك التي برع فيها المسلمون كما سبق أن رأينا وبيّنّا في المقالات السابقة.

إسهامات المسلمين في تقنيات العمارة الإسلامية
فيما يلي عدد من تقنيات العمارة الإسلامية للوقوف على أهميتها، والتعرُّف على إسهامات المسلمين في استحداثها وتطويرها[1]:

1- تقنية القباب: برع المسلمون في تشييد القباب الضخمة، ونجحوا في حساباتها المعقدة، التي تقوم علي طرق تحليل الإنشاءات القشرية (SHELLS)، وهذه الإنشاءات المعقدة والمتطوِّرة من القباب -مثل: قبة الصخرة في بيت المقدس وقباب مساجد الأستانة والقاهرة والأندلس- تعتمد اعتمادًا كُلِّيًّا على الرياضيات المعَقَّدَة، وكانت هذه القباب تعطي شكلاً جماليًّا رائعًا للمساجد، ويكفي أن تنظر إلى مسجد السلطان أحمد في إستانبول كمثال لهذا الجمال حتى تدرك عظمة الحضارة الإسلامية.

والقباب من أهم مظاهر تطور الحضارة الإسلامية في فن العمارة، فلقد تطوَّرَتْ كثيرًا، واتخذ تصميمها الهندسي أشكالاً مختلفة، ومن أمثلة ذلك قبَّة المسجد الجامع بالقيروان، ومسجد الزيتونة بتونس، والمسجد الجامع بقرطبة، وقد ظهرت آثار هذا التطور بوضوح في العمارة الأوربية خلال القرنين الحادي عشر والثاني عشر الميلاديين[2].

2- تقنية الأعمدة: كانت الأعمدة من أهم الأشياء التي تناولها الفن الإسلامي، وقد اتخذت تيجانًا وعقودًا مدبَّبَة، وروابط خشبية، حتى إنه ظهر ما يُعْرَفُ بعلم عقود الأبنية، وقد أصبحت أقواس حدوة الفرس تدلُّ على الفنِّ المعماري الإسلامي، وإن وُجِدَتِ الأقواس قبلاً إلاَّ أنه قد تَغَيَّر شكلها على يد المسلمين.

3- تقنية المقرنصات: كذلك كانت المقرنصات من أبرز خصائص الفنِّ المعماري الإسلامي، وتعني الأجزاء المتدلِّيَة من السقف، والمقرنصات منها داخلية وخارجية: انتشرت الداخلية في المحاريب والسقوف، وكانت الخارجية في صحون المآذن وأبواب القصور والشرفات.

4- تقنية المشربيات: كما كان من مظاهر الفنِّ المعماري الإسلامي الظاهرة بناء مشربيات البيوت مخرمةً أو مزخرفة، وتسمَّى قمرية إذا كانت مستديرة، أو شمسية إذا كانت غير مستديرة، أو حتى شيشًا، وهي من خشب خُرِطَ كستائر للنوافذ، من فوائدها أنها تُخَفِّفُ حِدَّة الضوء، وتُمَكِّنُ النساء من مشاهدة مَنْ بالخارج دون أن يراهنَّ أَحَدٌ، وقد أصبح ذلك طابع البيوت الإسلامية[3].

5- تقنية الصوتيات المعمارية: أفاد المسلمون من تطبيقات علم الصوتيات (Acoustics) -الذي يَدِينُ بنشأته وإرساء أصوله المنهجية السليمة للمسلمين- في تطوير تقنية الهندسة الصوتية، واستخدامها فيما يُعْرَفُ الآن باسم (تقنية الصوتيات المعمارية)، فقد عرفوا أن الصوت ينعكس عن السطوح المقعَّرة، ويتجمَّع في بؤرة محدَّدة، شأنه في ذلك شأن الضوء الذي ينعكس عن سطح مرآة مقعرة، وقد استخدم التقنيون المسلمون خاصية تركيز الصوت (Focusing of sound) في أغراض البناء والعمارة؛ وخاصة في المساجد الجامعة الكبيرة؛ لنقل وتقوية صوت الخطيب والإمام في أيام الجمعة والأعياد؛ مثال ذلك: مسجد أصفهان القديم، ومسجد العادلية في حلب، وبعض مساجد بغداد القديمة؛ حيث كان يُصَمَّمُ سقف المسجد وجدرانه على شكل سطوح مُقَعَّرَةٍ، موزَّعة في زوايا المسجد وأركانه بطريقة دقيقة؛ تضمن توزيع الصوت بانتظام على جميع الأرجاء.

وإن هذه المآثر الإسلامية الباقية حتى اليوم لخير شاهد على ريادة علماء الحضارة الإسلامية في تقنية الصوتيات الهندسية المعمارية، وذلك قبل أن يبدأ العالم المعروف (والاس ك سابين[4]) حوالي عام (1900م) في دراسة أسباب سوء الصفات الصوتية لقاعة محاضرات في جامعة هارفارد الأمريكية، وتتبُّع سلوك الخواصِّ الصوتية للقاعات وحجرات غُرَفِ الموسيقى[5].

ولكي نَقِفُ على مدى أهمية تطوير المسلمين لتقنية الصوتيات المعمارية، تكفي الإشارة إلى أن خاصية تركيز الصوت، التي لفتوا الأنظار إلى فوائدها التطبيقية، تستخدم في الحضارة المعاصرة كجزء أساسي من هندسة الصوتيات المعمارية؛ حيث تزوَّد المسارح وقاعات الاحتفال الكبيرة بجدران خلفية مقعَّرة تعمل على ارتداد الصوت وزيادة وضوحه.

6- تقنية العقود: تؤكِّد المراجع والدراسات التاريخية في مجال العمارة الإسلامية أن أوَّل ما ظهر من عناصر وأشكال التقنيات الهندسية المعمارية عند المسلمين هو (العقد المنفوخ) الذي اسْتُخْدِمَ في المسجد الأموي بدمشق عام (87هـ/ 706م)، وعُمِّمَ استخدامه بعد ذلك؛ بحيث أصبح عنصرًا مميِّزًا للعمارة الإسلامية، وخاصَّة في بلاد المغرب والأندلس، ثم اقتبسه البناة الأوربيون، وأكثروا من استخدامه في بناء كنائسهم وأديرتهم. وكذلك طوَّر المسلمون تقنية (العقود ثلاثية الفتحات)، والتي كان مصدرها فكرة هندسية بحتة قائمة على القسمة الحسابية، وهو ما استدلَّ عليه الباحثون من رسم باقٍ على جدار في أطلال مدينة (الزهراء) بالأندلس، وانتشر استعمال هذا النوع من العقود في الكنائس الإسبانية والفرنسية والإيطالية.

وهناك أيضًا تقنية العقود المفصصة، أو المقصوصة، وهي عقود قُصَّت حوافُّها الداخلية على هيئة سلسلة من أنصاف دوائر، أو على هيئة عقد من أنصاف فصوص، ولعلَّ هذا العقد المفصص قد اشْتُقَّ من شكل حافة المحارة، غير أنه اتّخذَ من العمارة الإسلامية المظهر الهندسي البحت، وأصبح فيها ابتكارًا ظهر أوَّل ما ظهر فيما تبقَّى من الآثار في أوائل القرن الثاني الهجري (الثامن الميلادي)، واتَّضحت معالمه الهندسية كاملة في بناء قبة المسجد الجامع بالقيروان في سنة (221هـ/ 836م).

وقد احتفظ العقد المفصَّص بمظهره الهندسي في تطوُّره بعد ذلك بالرغم من تَعَدُّد أشكاله، ثم تشابكت العقود المفصَّصة في القرون التالية، وازداد عدد الفصوص، وتصاغرتْ وتداخلتْ فيها زُهَيْرَات ووُرَيْدَات، وأصبح شكلها زخرفيًّا جذابًا، حُلِّيَتْ به المآذن والمحاريب.

وإلى جانب هذه الأنواع من العقود ظهرت في العمارة الإسلامية أشكال أخرى منها: العقود المدبَّبة والصماء والمنفرجة، وقد انتشر استخدامها في بلاد المشرق والمغرب على السواء، وتُوجد أمثلة منها في العمارة الأوربية؛ فعلى سبيل المثال: انتقل العقد المنفرج إلى العمارة الإنجليزية، وعَمَّ استعماله في القرن السادس عشر الميلادي باسم (العقد التيودوري Tudor arch) بينما سَبَقَتِ العمارةُ الإسلامية إلى استخدامه قبل ذلك بخمسة قرون في مساجد: الجيوشي والأقمر والأزهر بالقاهرة[6].

7- تقنية السدود والقناطر: ومن الجدير بالذكر أن جماليات العمارة الهندسية الإسلامية امتدَّت لتشمل القناطر المائية والجسور والقنوات، وكانت تقنياتها رائعة التخطيط والتنفيذ؛ تعطي الماء المارَّ في القنوات والأنهار بُعْدًا جماليًّا إضافيًّا عند المشاهدة، وهذا يعني أن العمارة الإسلامية وتقنياتها الهندسية والجمالية كانت مظاهر طبيعية لعصور الازدهار في حضارة الإسلام.

8- تقنية الأسوار: كان المعمار الإسلامي يعتمد على النواحي التطبيقية لِعِلْـمِ الحيل (الميكانيكا)، وقد اتَّضح ذلك في إقامة المساجد الشاهقة، والمآذن السامقة[7]، والقناطر والسدود الضخمة العظيمة فوق الأنهار؛ كسدِّ النهروان، وسدِّ الرستن، وسد الفرات، وكذا في إقامة سور مجري العيون بالقاهرة أيام صلاح الدين الأيوبي، والذي كان ينقل الماء من فم الخليج على النيل إلى القلعة فوق جبل المقطم، وكانت ساقية تُدَار بالحيوانات تَرْفَعُ المياه لعشرة أمتار ليتدفَّق في القناة فوق السور، وتسير بطريقة الأواني المستطرقة لتصل إلى القلعة.

9- تقنية القلاع: كانت القلاع العربية من أهم الإضافات التي أخذها الغرب، كما تشهد بذلك زيجريد هونكه، فلم يكن الغرب يعرف غير التقنية الدائرية في تصميم القلعة، ومنذ أن دخل المسلمون الأندلس، ثم صقلية، ثم حدث الاحتكاك مع المسلمين في الحروب الصليبية، تغيرت النماذج المتبعة في البناء إلى النموذج العربي، الذي يغلب عليه التصميم المربع، المزود في أركانه بأبراج المراقبة والدفاع، وأحيانًا توجد الأبراج في الأضلاع أيضًا[8].

إن روعة العمارة تعبر عن روعة الحضارة التي أنشأتها، وذلك قانون تاريخي كما يقول ابن خلدون: "إن الدولة والمُلْكَ للعمران بمنزلة الصورة للمادَّة، وهو الشكل الحافظ لوجودها، وانفكاك أحدهما عن الآخر غير ممكن على ما قُرِّرَ في الحكمة؛ فالدولة دون العمران لا يمكن تصوُّرها، والعمران دونها مُتَعَذَّرٌ، فاختلال أحدهما يَسْتَلْزِم اختلال الآخر، كما أن عدم أحدهما يُؤَثِّرُ في عدم الآخر"[9].


وهذه بعض الصور عن الفن الاسلامي واشكاله



وهذا هورابط الموقع

الخميس، 21 يوليو 2011

اشكال الفنون الاسلاميه

فن إسلامي

الفن الإسلامي هو الفن الذي قدمه المسلمون، والثقافة الإسلامية والدول الإسلامية.


كان معظم الفن الإسلامي خلال التاريخ الإسلامي عبارة عن فن ممثلا بالأشكال الهندسية، الزهور والأربسك وفنون الخط العربي. على عكس الإتجاه السائد في الفنون المسيحية التي تستخدم رسوم الأشخاص بشكل كبير، لا يشتمل الفن الإسلامي على الكثير من الرسوم لبشر، بما في ذلك رسول الإسلام محمد، وذلك يعود للإعتقاد الإسلامي المبكر بأن ذلك شكل من التمثيل يعود بالناس إلى الوثنية وعبادة الأصنام، وبذلك إبتعد الإسلام عن تمثيل الشخصيات الدينية على شكل أيقونات. وفي خلال القرنين الماضيين، إنتشر فن رسوم الأشخاص بحيث أصبح هذا المنع أقل شدّة لدرجة أن فقط قلة من المسلمين المتزمتين يعارضون فن رسوم الأشخاص.

يدور الفن الإسلامي بشكل خاص حول فكرة الله، ولأن الله لا يمكن تمثيله، فإن الفن الإسلامي توجه للأشكال الهندسية الجميلة والمعقدة، والشبيهة بما يعرف اليوم بالأرابسك، والتي تشتمل على تصميمات أشكال هندسية متكررة ومتداخلة، ولكنها لا تعبر بالضرورة عن الكمال في النظام وفي الطبيعة.


وهذا الفيديو يحتوي على بعض الاشكال الفنيه الاسلاميه

الفنون الاسلاميه في مصر

يعد "متحف الفن الإسلامي" بالقاهرة أكبر متحف إسلامي فني في العالم؛ حيث يضم بين جنباته مجموعات متنوعة من الفنون الإسلامية من الهند والصين وإيران مرورا بفنون الجزيرة العربية والشام ومصر وشمال أفريقيا والأندلس.
افتتح المتحف لأول مرة في (9 من شوال 1320هـ=28 ديسمبر 1903م) في ميدان "باب الخلق" أحد أشهر ميادين القاهرة الإسلامية، وبجوار أهم نماذج العمارة الإسلامية في عصورها المختلفة الدالة على ما وصلت إليه الحضارة الإسلامية من ازدهار كجامع ابن طولون، ومسجد محمد علي بالقلعة، وقلعة صلاح الدين.
وقد سُمي بهذا الاسم منذ عام 1952م، وذلك لأنه يحتوي على تحف وقطع فنية صنعت في عدد من البلاد الإسلامية، مثل إيران وتركيا والأندلس والجزيرة العربية... إلخ، وكان قبل ذلك يسمى بـ"دار الآثار العربية".
قصة الإنشاء

إبريق مروان بن محمد
امتدادًا للنهضة المتحفية والاهتمام بالآثار المصرية التي شهدها عصر "محمد علي باشا"، صدرت مجموعة من القوانين لحماية الآثار المصرية، واعتبارها تراثا إنسانيا هاما يجب المحافظة عليه؛ مما دعا أمراء وحكام أسرة محمد علي للتفكير في إنشاء متاحف كبرى متخصصة ترقى إلى مستوى متاحف أوربا وأمريكا، بتميز واضح تمثل في أنها أنشئت خصيصا لتكون متاحف للتراث والفنون الإسلامية.
وكان "المتحف المصري" من أوائل المتاحف الكبرى التي أنشئت في القاهرة، وذلك في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني، حيث افتتح في عام 1901 ليكون أول مبنى في مصر شيد بالخرسانة المسلحة، ثم تلاه مبنى متحف الفن الإسلامي الذي أمر بإنشائه الخديوي عباس حلمي الثاني وافتتح عام 1903م ليكون ثاني مبنى شيد بالخرسانة المسلحة.
وترجع أهمية هذا المتحف إلى كونه أكبر معهد تعليمي في العالم معني بمجال الآثار الإسلامية وما يعرف بالفن الإسلامي ككل. فهو يتميز بتنوع مقتنياته سواء من حيث أنواع الفنون المختلفة كالمعادن والأخشاب والنسيج وغيرها، أو من حيث بلد المنشأ كإيران وتركيا والأندلس وغيرهما.
ويأتي متحف "طوبقابوسراي" بإستانبول في المرتبة الثانية بعد متحف الفن الإسلامي من حيث إن 90% من مقتنياته من الفنون والتحف التركية و10% يمثل الفنون الإسلامية التي تنتمي إلى بقية العالم الإسلامي.
ومن الجدير بالذكر أن الفن الإسلامي بدأ في القرن (1 هـ = 7 م) وبلغ أوج عظمته في القرنين (7،8هـ = 13،14م)،واعتمد في نشأته على مصدرين رئيسيين هما: الفن البيزنطي، والفن الساساني، ولكنه تميز عن باقي الفنون بكونه فنا زخرفيا، اعتمد على مجموعة من الزخارف لتكون عناصره الأساسية: كالزخارف الكتابية والهندسية والنباتية ورسوم الكائنات الحية من آدمية وحيوانية (تلك العناصر التي وجدت على العمائر والأعمال الفنية والتحف والفنون التطبيقية الإسلامية < /SPAN> ).
مقتنيات ثمينة
مخطوط للقرآن الكريم مكتوب على رق غزال من العصر الأموي القرن الثاني الهجري
وقد زود المتحف، بعد ذلك، بعدد كبير من محتوياته عن طريق الهبات التي تبرع بها أبناء الأسرة العلوية مثل: الملك فؤاد الذي قدم مجموعة ثمينة من المنسوجات، والأختام، والأمير محمد علي، والأمير يوسف كمال، والأمير كمال الدين حسين، ويعقوب آرتين باشا، وعلى إبراهيم باشا الذين زودوا المتحف بمجموعات كاملة من السجاد الإيراني والتركي والخزف والزجاج العثماني.
ويؤكد الدكتور "محمد عباس" مدير المتحف على المكانة التي يتقلدها المتحف بين متاحف العالم كالمتحف البريطاني، وفكتوريا، وألربت بلندن، ومتحف اللوفر، في احتوائه على مجموعة مميزة من أشكال الفن والآثار الإسلامية، إضافة إلى تميزه بمجموعات فنية ضخمة تقترب من الشمول والكمال.
النوادركما يضم المتحف مجموعة نادرة من أدوات الفلك والهندسة والكيمياء والأدوات الجراحية والحجامة التي كانت تستخدم في العصور الإسلامية المزدهرة، بالإضافة إلى أساليب قياس المسافات كالذراع والقصبة، وأدوات قياس الزمن مثل الساعات الرملية، ومجموعة نادرة من المشكاوات المصنوعة من الزجاج المموه بالمينا، ومجموعة الخزف المصري والفخار من حفائر الفسطاط، والخزف ذو البريق المعدني الفاطمي، ومجموعة من أعظم ما أنتج الفنان المسلم من أخشاب من العصر الأموي (41 – 132 هـ) (661 - 750 م ).
ويحتفظ متحف الفن الإسلامي بمجموعات متميزة من الخشب الأموي الذي زخرفه المصريون بطرق التطعيم والتلوين والزخرفة بأشرطة من الجلد والحفر، ومنها أفاريز خشبية من جامع عمرو بن العاص ترجع إلى عام 212 هـ.
وبالمتحف أيضا مجموعة مهمة من الخشب الذي أنتج في العصر العباسي بمصر، وخاصة في العصر الطولوني الذي يتميز بزخارفه التي تسمى "طراز سامراء" وهو الذي انتشر وتطور في العراق، فهو يستخدم الحفر المائل أو المشطوف لتنفيذ العناصر الزخرفية على الخشب أو الجص وغيرها.
وتأتي أهمية التحف الخشبية التي يضمها المتحف لكونها تمثل تطور زخارف سامراء، وهي تحف نادرة، لم يعثر على مثيلها في سامراء العراق نفسها.
ومن أندر ما يضمه المتحف من التحف المعدنية ما يعرف بإبريق مروان بن محمد آخر الخلفاء الأمويين، ويمثل هذا الإبريق آخر ما وصل إليه فن صناعة الزخارف المعدنية في بداية العصر الإسلامي، وهو مصنوع من البرونز ويبلغ ارتفاعه 41 سم وقطره 28سم.
كما يضم المتحف أقدم شاهد قبر مؤرخ بعام 31هـ، ومن المخطوطات النادرة التي يضمها المتحف كتاب "فوائد الأعشاب" للغافقي، ومصحف نادر من العصر المملوكي، وآخر من العصر الأموي مكتوب على "رَقّ الغزال".
ومن المعادن يوجد في المتحف مفتاح الكعبة المشرفة من النحاس المطلي بالذهب والفضة باسم السلطان الأشرف شعبان، ودينار من الذهب مؤرخ بعام 77 هجرية؛ وترجع أهميته إلى كونه أقدم دينار إسلامي تم العثور عليه إلى الآن، بالإضافة إلى مجموعة متميزة من المكاحل والأختام والأوزان تمثل بداية العصر الإسلامي الأموي والعباسي ونياشين وأنواط وقلائد من العصر العثماني وأسرة محمد علي.
كما يضم مجموعات قيمة من السجاجيد التركية والإيرانية من الصوف والحرير ترجع إلى الدولة السلجوقية والمغولية والصفوية والهندية المغولية في فترة القرون الوسطى الميلادية؛ وهي من صنع أصفهان وتبريز بإيران وأخرى من صناعة آسيا الصغرى.


وهذه صوره عن الفنون الاسلاميه

وهذا الرابط
http://art.pub.sa/vb/showthread.php?t=1986